مواصفات الرجل الناجح ليست خيالية … تعرف عليها مع نيشان ستايل
عامما مواصفات الرجل الناجح؟ هذا السؤال يتصدر عددًا من الأسئلة المتكررة في كيفية بناء الذات.
في الواقع الإجابة على مثل السؤال سهلة إلى حد ما، وذلك إذا أخذنا في الاعتبار أنه ببعض العادات اليومية والتصرفات المتكررة يمكنك الوصول للنجاح أو الانحدار للفشل. في البداية وقبل كل شيء إنما يكمن النجاح الحقيقي في تحقيق الهدف الأساسيّ الذي خلقت من أجله، وهو عبادة الله وحده، فإذا ما نجح الرجل في التمسك بدينه وطاعة ربه، فكل ما عدا ذلك من النجاحات على مستوى العمل والصحة وغيرها، كل ذلك إنما يصب في الهدف الأساسي من الخلق وهو التعبد وإعمار الأرض. كما قام علم النفس بتقسيم هذه العادات إلى جزءين؛ فإننا سوف نفعل المِثل، ونبدأ بعادات يجب تجنبها لتجنب معها الفشل، ثم نتلوها بعادات تؤهلك لأن تحمل مواصفات الرجل الناجح.
عادات توابعها الفشل
أولًا- التعجل:
مقولة “الصبر مفتاح الفرج” لم تأت من الفراغ؛ التعجل في تحقيق هدفك والإحباط حين تفشل في خطوة من خطوات الطريق الموصل لهدفك، أو حين تضطر إلى إعادة إحدى هذه الخطوات.. إنما هو أسلوب سلبي يؤثر عليك، بل وأحيانا حتى قد يؤدي لترك هدفك. كل هدف وله عدد من درجات السلّم التي ينبغي عليك صعودها واحدة تلو الأخرى، معطيًا لكل واحدة منها حقها كاملًا، حينئذ ينبغي ألا تقفز حتى لا تقع.
* علاج التعجل: ربما عليك فقط عدم النظر لآخر درجة في السلم، والتركيز على التي تحت قدميك… لقد وضعتَ مسبقا العدد المطلوب من الدرجات للوصول إلى هدفك المنشود.
ثانيًا- التنجيم والتكهّن:
من الأخطاء الشائعة التي يمكن إدراجها تحت مبدأ أو عادة التسرع هي اعتقادك بمعرفتك للشخص الذي أمامك خير المعرفة لدرجة أنكَ تتوقع مسبقًا ما سيقول فتقوله مكانه. مفاجأة أنت لست دجالًا! مجرد تطبيق هذه الفكرة يؤدي إلى مقاطعة من أمامك عن إبداء رأي قد يفيد أو يكون جديدًا بالنسبة لك.
* علاج التكهّن:
قد يبدو الأمر صعبًا إلى حد ما، لكن تحلى بالهدوء واستمع للنهاية لما يريد الفرد قوله مع التحلي ببعض الفضول. هذا سوف يولد لديك أفكارًا جديدة، ومن ثم يجعلك تندهش أحيانًا أن توقعاتك فعلًا لم تكن صائبة ولو قليلا.
ثالثًا- الخوف من الفشل:
الخوف دليل على سلامة صحتك النفسية، لكن الخوف المُفرط هو طريق الفشل لا محالة. بعض المجتمعات حيث السخرية من الفشل والوقوع، مثل هذه القيود المجتمعية تُجبر البعض على التراجع عن إرادتهم والاستسلام. هناك أمثلة كثيرة لا تحصى للنجاح بعد محاولات فاشلة عديدة انتهت بنتائج عظيمة؛ لذلك قنحن نؤيد فكرة أن الفشل إنما هو وسيلة تُرشَد بها إلى طريق آخر.
*علاج الخوف من الفشل: حين تجد أنك ترغب وربما حتى متحمس لأمر ما لكن هناك بعض المخاوف التي تراودك، ابتسم! وضع هذه المخاوف في قائمة الاحتمالات السيئة التي يجب وضع حلول لها. لكن الأهم هو تقبلها بصدر رحب والقيام برغبتك. اعلم دومًا دومًا.. أنه (لا نجاح بلا فشل).
رابعًا- الاستسلام:
ونحن لا نتحدث هنا عن الاستسلام من وجهة النظر الشائعة بأنه التوقف عن المحاولة والإصرار على عدم إعطاء الأمر فرصة واحدة أخرى.. واحدة فقط. وإنما نحن نفضل مناقشة الاستسلام من الجانب النفسي؛ حيث الاستسلام للأفكار السوداوية وأسوأ الاحتمالات. هناك مشكلة تقبع في الشخصيات ذات الرؤية الظلامية تلك، وهي اعتقادهم الدائم بأنهم يرون الواقع لا أكثر. ولا يمكننا مجادلة هذا، لكن بإمكاننا طرح حلول لهذه المشكلات. على سبيل المثال: إذا كان الجو حارًا وأنت ترتدي سُترة، فلا تتذمر طوال الوقت، فقط اخلعها! حسن التصرف هو ما يفرّق بين الشخص المستسلم لهذه الأفكار السلبية والمجاهد ضدها.
* علاج الاستسلام:
عليك فقط أولًا إبقاء روح المحاولة ثانية لمرة واحدة فقط لأنك قد تنجح فيها أو تكتشف خطأً عليك تصحيحه. الأمر الثاني؛ هو محاولة إبعاد هاجس “أن كل شيء سوف ينقلب ضدك”. نعم؛ هذا واقعي، وقد يحدث فعلًا، لكن الجميع يواجه نفس الواقع ونفس المشاكل؛ لذا اعلم أنه كما وقف فلان ثم استكمل طريقه رغم المساوئ التي مر بها، فإنك لا تختلف عنه مطلقًا. فقط عليك تعلم النظر للإيجابيات! ما زال الأمر صعبًا؟ لم لا تجرب إذًا كتابة هذه الأفكار في ورقة؟! -النقاط الإيجابية قبل السلبية- وانظر لها يوميا.
عادات توابعها النجاح
أولًا- البدء بالروتين:
من مواصفات الرجل الناجح التي اجتمع عليها عدد كبير؛ وجود مهام يومية روتينية للرجل، يستمر عليها، ولا يتخلى عنها أبدًا. إذا أخترت لنفسك روتينًا ما، وبدأت في محاولة تأديته يوميًا مهما كان بسيطًا هو طريق حتمي لشعورك بالإنجاز. مع مرور الوقت يمكنك قياس تطورك في هذه العادات؛ فبعدما كنت تماطل في تأديتها أولا أصبحت أمرًا مألوفًا لا يكتمل يومك بدونه.
ونضرب لك مثلًا على هذا؛ لقد أثبتت الأبحاث أن كل طالب يمارس رياضة باستمرار يحصل على علامات أعلى غالبًا من تلك الخاصة بقرينه الذي لا يمارسها. لماذا؟ لأنه يتمسك بروتين التدريبات الأسبوعية، وعلى المدى البعيد يمكنه قياس تقدمه بعدد الميداليات التي حصل عليها.
ثانيًا- كسر مساحة الأمان
كلنا يلجأ إلى خلق مساحة من الأمان؛ سواء تلخصّت هذه المساحة في الأصدقاء أو الأسرة أو المواقف والأماكن؛ حيث تشعر بالراحة والطمأنينة. اكسر كل هذا! ليس مرة واحدة بل خاطر مرة فأخرى.
الحياة أشد قصرًا عن إضاعتها بحسبان التوابع والاستماع للقلق من الخروج عن المألوف ما دام لا يخالف مبادئك وعقيدتك. قم بالمخاطرة وكن قويًا ما يكفي لتصديق حدسك، وخُض التجارب الجديدة، حتى وإن أخطأت وعدت لنقطة الصفر. لكن هل عدت فعلا للصفر؟! لا؛ لأنك اتخذت خطوة للأمام، ومن خطئك أو نجاحك قد تعلمت.
ثالثًا- إزالة عوائقك من الأفراد
نتمسك كثيرا بأفراد في حياتنا رحيلهم أفضل من تواجدهم، هذا النوع من الأشخاص ربما ينطبق عليهم العادة الرابعة المؤدية للفشل التي تحدثنا عنها سلفًا؛ “هم سلبيون بطبعهم”؛ ويُطلق العلم علي مثل هذه العلاقات اسم “العلاقات السامة”. لا يحتاج أبدًا أيّ رجل يبحث عن النجاح إلى شخص في حياته يظل يذكره ببؤس الحياة، وبدلا من تحفيزه على العمل يدعوه للسمر والجدل عديم الفائدة. إن اكتشاف هؤلاء الأشخاص يحتاج إلى جلسة صريحة وصادقة مع ذاتك، والتخلي عنهم مهمة صعبة بلا شك؛ لكن الحل الأهم هو وضع حدود في التعاملات، ومراعاة ما تنطق به أمام هؤلاء، وصولًا إلى قطع أيّ تواصل سلبي نهائيًا.
رابعًا- الإيمان بأنك تستحق الثقة:
ثق في ذاتك وقدرتك على الوصول، حتى بعد الوقوع. قم بذلك وحدك؛ أنت لا تحتاج إلى الاعتماد على الغير إلا في الحاجة القصوى. تعلم كيف تحفز ذاتك وكيف تؤمن بقدراتك؛ لأنك ما دمت تستطيع تحديد هدفك، فأنت من باب أولى تستطيع تحقيقه.
خامسًا- كونك رجل أفعال لا مجرد أقوال:
واحد بالمئة من النجاح أقوال، وتسعة وتسعون بالمئة منه إنما هي أفعالك وتصرفاتك. وعليه فضع خطتك وفكر فيها ثم خذ خطوة وابدأ بالتنفيذ. هذه الأعمال تتضمن نقاطًا أساسية؛ منها: العمل الشاق والجاد أحيانًا، ومنها: المقايضة ببعض المميزات في حياتك الحالية مقابل الحصول على أخرى في طريق نجاحك، ومنها: إعادة ترتيب أولوياتك دومًا. لذا حتى تنجح، توقف عن الطموح الزائف في انتظار الفرصة المناسبة وابدأ بالعمل.
جوانب أخرى للنجاح
لسوء الحظ يتوقع العديد من الرجال أن مواصفات الرجل الناجح تقتصر فقط على النجاح الوظيفي، وتقاس بدخلك الشهري ومثرّ معيشتك ومستواك المادي وما إلى ذلك. لكن ما هذا الاعتقاد إلا خطأ فادح؛ لذا سنلقي بعض الضوء على أنواع أخرى من النجاح يجب أن يتبعها الرجل ليصل إلى النجاح في كافة مناحي حياته.
1. النجاح الصحي:
أليس التميز بصحة ممتازة والحفاظ عليها حتى الموت نجاح؟ ما الاستفادة من النجاح المادي إذا تم استنفاذه على العلاج؟
2. النجاح النفسي:
إذا كنت محظوظًا ما يكفي لتكون أقرب صديق لذاتك وتعرف تفاصيلها من ضعف وقوة وكيفية التعامل معها، أليس هذا نجاح؟
في النهاية قله قليلة مندثرة لا تتمنى أن تكون ناجحة، ولكل إنسان نجاحه الخاص وإلا اختفت حكمة الله في خلقنا مختلفين -حاشاه-؛ لذلك فنحن نؤيد فكرة أن الجميع يمتلك عدة نجاحات لكن بدرجات مختلفة، كما نؤمن بضرورة بحث كل فرد عن أساليب تساعد في نجاحه والسعي لتحقيقها.
لكن علينا جميعا الحرص على عدم فقدان الاتزان في حياتنا، بين النجاح العمليّ وبين صحتنا وبين علاقاتنا الاجتماعية.